اسم الله الخالق في القرآن | مواضع ومعاني الخلق
يُذكَر اسم الله الخالق في القرآن إحدى عشرة مرّة، ثماني مرات بصيغة المفرد، ومرتين بصيغة التفضيل، ومرةً بصيغة الجمع. لفهم فضائل ذكر الأسماء الحسنى يمكنك الاطلاع أيضًا على فضل قراءة القرآن.
لا إلـٰه إلا هو خالق كل شيء.
قُلِ الله خالق كل شيء.
إني خالق بشرًا من صلصال.
هل من خالق غير الله يرزقكم…
إني خالق بشرًا من طين.
الله خالق كل شيء.
ربكم خالق كل شيء.
هو الله الخالق البارئ المصوّر.
فتبارك الله أحسن الخالقين.
وتذرون أحسن الخالقين.
في الواقعة ٥٩ يسأل الله: أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون
، ليُبيّن عجز البشر عن الإيجاد الحقيقي.
قال تعالى: أوَلا يذكر الإنسان أنـّا خلقناه من قبل ولم يكُ شيئًا
(مريم ٦٧). هذا الإيجاد المطلق يُنسب إلى الله وحده، كما يظهر أيضًا في آيات سورة البقرة التي تمجّد قدرته.
يأتي «خلق» بمعنى التصوير والتشكيل، مثل قصة عيسى عليه السلام: أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير…
(آل عمران ٤٩). وهذا «خلق» على معنى الصنعة والتصوير، لا الإيجاد من العدم.
للتعمّق في أسماء الله وصفاته وكيفية إحياء القلوب بمعرفتها يمكنك قراءة مقال فضل طلب العلم.
تأمُّل اسم الله الخالق يملأ القلب يقينًا بقدرة الله وإحسانه، ويغرس التوكّل عليه وحده. من تدبّر هذه المواضع وأدرك معاني الخلق عَلِمَ أن الخالق هو المستحقّ وحده للعبادة، وأن كل ما سواه مخلوق مفتقر إليه.
يوم الجمعة سيّد الأيّام، خصّه الله تعالى بعباداتٍ وآدابٍ جليلة تزيد المؤمن قربًا من ربّه، وترفع درجاته في الدنيا والآخرة. فيما يلي بيانٌ لأبرز آداب يوم الجمعة المستندة إلى الأدلة الصحيحة، مع روابط تُثري القراءة وتربطك بمقالاتٍ أخرى على موقعنا.
روى مسلم من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ النبي ﷺ كان يقرأ في فجر الجمعة سورتي الم تنزيل
السجدة وهل أتى على الإنسان
. وفي ذلك تذكيرٌ ببداية الخلق ومآل الإنسان؛ لمن أراد التوسّع يمكنه قراءة فضائل سورة البقرة.
قال ﷺ: «فأكثروا عليّ من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة عليّ» (النسائي). والصلاة على النبي من أفضل الأعمال في هذا اليوم وليلتِه. للتعرّف إلى أهمية العلم الشرعي الذي يورث حبّ النبي، اطلع على مقال فضل طلب العلم.
روى البخاري ومسلم: «الغسل يوم الجمعة واجبٌ على كل محتلم». ويُسنّ استعمال السواك ومسّ الطيب وارتداء أنظف الثياب. هذه الطهارة الظاهرة تُذكّر بطهارة الباطن التي تتحقّق بذكر الله وتلاوة القرآن؛ لمزيدٍ حول فضائلها راجع فضل قراءة القرآن.
قال ﷺ: «من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» (الحاكم). هذه السورة تحمي المؤمن من فتنة الدجّال وتربّي القلب على التوحيد والثبات.
من السنن المؤكدة التبكير إلى المسجد؛ فكل خطوة كتب الله بها أجر صيام وقيام سنة كاملة (أحمد). فإذا دخل الإمام وبدأ خطبة الجمعة وجب الإنصات والتوجّه للذكر. ويُختم اليوم بساعة إجابةٍ لا يُرد فيها دعاء، فاحرص عليها بالدعاء لنفْسك وللمسلمين.
يوم الجمعة هو يوم المزيد لأهل الجنّة، وفيه خُلق آدم وفيه قُبض، والصلاة على النبي شكرٌ له على أنّ الله جعله سبب كلِّ خيرٍ نالته الأمّة. إن تأمّلت اسم الله الخالق وجدت أن خَلْق النبي منّة ربانية عظيمة، وأن الصلاة عليه من أعظم سُبل الشكر.
بهذه آداب يوم الجمعة يجتمع للمؤمن فضل الطهارة الجسدية والروحية، وذكرُ اللهِ وتلاوةُ كتابه، والصلاةُ على نبيّه، والتبكير لبيته، فينال مغفرة الذنوب وتوفيق الرحمن. قال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ…
(آل عمران 133). فاسعَ إلى اغتنام هذه البركات كلّ جمعة، تكن من الفائزين في الدنيا والآخرة.
فضائل تلاوة القرآن | درب السكينة والهداي
فضائل تلاوة القرآن كثيرة وبابها واسع، إذْ تجمع بين نور الهداية وراحة القلب ورفعة الدرجات. وما من عملٍ يملك هذه الخصائص مجتمعةً مثل تلاوة كتاب الله؛ فهي عبادةٌ تُضاعَف فيها الحسنات ويُستجلب بها الرضا ويُستنزل بها السَّكن والرحمة. في هذا المقال ـ الذي يتجاوز خمسمائة كلمة ـ نستعرض أبرز الفضائل مدعومةً بنصوص القرآن والسنّة، مع روابط داخلية تعزّز السياق المعرفي للقارئ.
قال تعالى:أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
(الرعد 28). عند تلاوة القرآن ينشرح الصدر وتزول الهموم؛ فهو البلسم الذي يُطفئ لهيب القلق في زمنٍ بات فيه الناس أحوج ما يكونون إلى السكينة. يمكنك التعمق أكثر في فضائل سورة البقرة لتدرك كيف يُنير القرآن الحياة كلّها.
يعالج القرآن أمراضَ القلب، فيُحارب الكِبر ويُرسّخ التواضع، ويستبدل الحقد بالرحمة. ومن يتدبر آيات الخَلْق يزداد تعظيماً لله اسمه الخالق، فتصفو نفسه ويزكو سلوكه. ولقد أقسم الله أن هذا الكتاب هُدىً وَرَحْمَةٌ
، ومن ثَمّ فإنَّ المواظبة على تلاوته تُنمِّي فينا خصال الصبر، والشكر، والعفو.
يربّي القرآن قارئه على الحِلم؛ فكلما مرّ على آيةٍ في الرحمة استحيا من قسوته، وإذا تلا آيات العذاب استعدّ بالتوبة. بذلك يتحوّل القارئ إلى شخصيةٍ متوازنةٍ، تعكس قيم الإسلام في سلوكها اليومي، وهو ما يؤكّد حديث النبي ﷺ «خيركم مَن تعلّم القرآن وعلّمه».
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها…» (الترمذي). ولأن التلاوة شفاعةٌ يوم القيامة، فقد قال ﷺ: «اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كغمامتَين تُحاجّان عن أصحابهما». وهنا تبرز قيمة الالتزام بالقراءة اليومية، ولو وردًا صغيرًا. إن فضل طلب العلم يؤكد أن أعظم العلوم هو علوم القرآن، وأن خدمته سبيلٌ لرفعة الدرجات.
قال ﷺ: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإن منزلتك عند آخر آيةٍ تقرؤها» (أبو داود). فتلاوة القرآن ليست عبادةً آنيّة فحسب، بل استثمارٌ أبديّ يرفع صاحبه منزلةً بعد منزلة في جنات النعيم.
يصف القرآن نفسه بأنه بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ
؛ فهو نورٌ في دروب الحياة المظلمة، وإكسيرُ أملٍ لمن تعثر بهم سبيلُ الدنيا. والمداومة على التلاوة تُعطي المؤمن بوصلةً أخلاقيةً لا تخطئ، فتجعله قادرًا على اتخاذ قرارات رشيدة زمن الفتن.
لا يمكن حصر فضائل تلاوة القرآن في سطورٍ معدودة، ولكن ما ذُكر كافٍ ليُوقظ الشوق في قلب كل مسلمٍ ليجدد علاقته بكتاب الله. اجعل القرآن رفيقك الدائم؛ اقرأه بتدبر، وردّد آياته بخشوع، وعَلِّمه أهلك وأصدقاءك لتنال بركة الدنيا وثواب الآخرة. فالتلاوة نورٌ لا ينطفئ، وسلاحٌ لا يُهزم، وشفاعةٌ لا تُرد. فهنيئًا لمن جعل تلاوة القرآن منهج حياته، وركيزة هدايته، وسبيل سعادته الأبدية.
تُعَدّ فضائل سورة البقرة من أعظم الفضائل الواردة في الكتاب والسُّنة؛ فقد تضمنت آية الكرسي أعظم آية في القرآن، وكانت حصنًا للمسلم من الشياطين، وشفيعًا لأهلها يوم القيامة. نستعرض فيما يلي أبرز الفضائل الثابتة بأدلةٍ صحيحة، مع تخريج مختصر للروايات لمن أراد التوثيق.
﴿ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ… ﴾ [البقرة ٢٥٥]
سأل النبيُّ ﷺ أُبَيَّ بن كعب رضي الله عنه عن أعظم آية، فأجاب بآية الكرسي، فقال له: «ليهنك العلم أبا المنذر» (أخرجه مسلم ٨١٠).
قال ﷺ: «إن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة» (مسلم ٧٨٠). لذا يُسنّ للمسلم أن يجعل لمنزله وردًا ثابتًا من هذه السورة المباركة.
قال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: سمعتُ النبي ﷺ يقول: «اقْرَؤوا الزَّهراوَيْن: البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان… تُحاجّان عن أصحابهما» (مسلم ٨٠٤).
قال رسول الله ﷺ: «من قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت» (النسائي وصححه الألباني).
هو أُبَيُّ بن كعب بن قيس، الأنصاري الخزرجي، أحد كُتّاب الوحي وشهد بدرًا وجمع القرآن في عهد عثمان. له ١٦٤ حديثًا في «الصحيحين»، وكان يُلقَّب: «سيد القرّاء». توفي بالمدينة سنة ٣٠هـ.
إن أخذ سورة البقرة بركة، وتركَها حسرة كما جاء في الحديث، لذلك فلنحرص على تلاوتها في بيوتنا، وحفظ آياتها العظيمة، وخاصةً آية الكرسي وآخر آيتين، لنفوز بحفظ الله في الدنيا وشفاعة القرآن في الآخرة.
روابط مفيدة: شرح آية الكرسي بالتفصيل | قاعدة البيانات الحديثية
شهر رمضان موسمٌ إلهيٌّ تتنزّل فيه الرحمات، وتُفتح أبواب الجنان، وتُغلّق أبواب النيران، وتُصفَّد الشياطين، فيغتنمه المؤمنون بالطاعة والقُربات لينالوا أعظم الأجور.
قال رسول الله ﷺ: «إذا كان أوّل ليلة من شهر رمضان صُفِّدت الشياطين ومَرَدة الجن، وغُلِّقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب…» (رواه الترمذي).
قال ﷺ: «ولله فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرم خيرها فقد حُرم» (رواه النسائي). ليلةٌ واحدة تضاعف فيها الأعمال كأكثر من ثلاثٍ وثمانين سنة!
قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
(البقرة 186). وفي الحديث: «إن لله عتقاءَ من النار… لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مستجابة» (رواه أحمد).
يُضاعف الله الأجر لعُمّار بيته الحرام في هذا الشهر الفضيل حتى تكون عمرتهم كحجّة مع الرسول ﷺ.
سُئل النبي ﷺ عن من يشهد أن لا إله إلا الله… ويصوم رمضان ويقيمه، فقال: «من الصِّدّيقين والشهداء» (رواه ابن خزيمة).
«من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه» (متفق عليه). ومن صلّى التراويح مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلةٍ كاملة.
كان ﷺ أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيُدارسه القرآن. فليكن شعارُنا الجود وتلاوة القرآن ومذاكرته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ … وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(البقرة 185)
تفضّل الله على عباده بـشهر رمضان وخصّه بفضائل لا تُحصى، فكان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يتقبّله منهم، وستة أشهر أن يُبلّغهم رمضان. فلنستقبله بالتوبة والنية الصالحة، ولنتجنّب صوم يوم الشك كما نهى النبي ﷺ. نسأل الله أن يبلّغنا رمضان ويعيننا على صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيه.
للاستزادة يمكنك زيارة صفحة أسئلة وأجوبة حول رمضان، ومطالعة أحاديث رمضان في موسوعة السنّة.
طلب العلم هو طريق النجاة وشرط العبادة الصحيحة؛ إذ لا يصح عملٌ بلا بصيرة. من تعلَّم قبل أن يعمل سلِمَ من البدع وكان عمله مقبولًا بإذن الله.
يكفي أهلَ العلم شرفًا أن الله ﷻ استشهدهم على توحيده؛ قال تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ
(آل عمران 18).
قال النبي ﷺ: «وإن العلماء ورثة الأنبياء… إنما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍّ وافر» (رواه أبو داود). ولهذا أُمِر النبي ﷺ بطلب المزيد: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا
(طه 114).
قال تعالى: أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى
(الرعد 19). فالناس إمّا صاحبُ علمٍ ونورٍ، وإمّا أعمى يتخبّط بلا هُدى.
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
(المجادلة 11). وقال ﷺ: «مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة» (رواه مسلم). ومن أمثلة السلف: سفرُ جابر بن عبدالله شهرًا كاملًا لأجل حديثٍ واحد.
للاطّلاع على مقالات أكثر حول هذا الموضوع تفضّل بزيارة قسم فوائد طلب العلم في موقعنا.
قال ﷺ: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث، منها علمٌ يُنتفع به…» (رواه مسلم). فانشر العلم تأليفًا أو تدريسًا أو مشاركةً عبر الإنترنت تحظَ بثوابه الدائم.
يبقى طلب العلم أساسَ العمل الصالح وسببًا لرفعة الدرجات في الدنيا والآخرة. فلنحرص على تخصيص وقتٍ يوميّ لتعلُّم القرآن والسنّة، ولنستثمر سهولة الوصول إلى المصادر العلمية اليوم حتى نُضيء حياتنا بنور العلم.
مصدر موثوق لمراجعة الآيات والأحاديث: موسوعة السنّة.
الإشعارات